حكم الصعالكة

عندما تحكم إرادة الصعاليك وتغير بالدم مسيرة أمة لترسوا على بحر من دموع
وعندما تسكت الكلمة بقوة السلاح والهمجية ...
وعندما يصبح الدين غطاء الذين لا دين لهم ولا دستور إلهي ولا ومضة من كتب سماوية ...
وعندما تتحرر الأمة والعقول من كل معاني الحرية والتحرر من مفهوم العقيدة الضيقة والإنتماء الخداع وتتجه نحو الذي يسرق القطاف ويقطع الأرزاق لمجرد أنها لا تصب في مصلحة جيبه او زيادة خزينته ...
وعندما يسرق العملاء لقب القادة العسكريون ويترفعون عن كل معاني التضحية والعمل لله ويتحول الكسب نحو النفس ويتهم المجاهدون بالخيانة ويزجوا بالسجون وتطلق عليهم الأحكام عرفاً وينادى بهم الى ساحات الذبح والقتنل والتهجير...
وعندما تصبح الوظائف العامة والخاصة بيد فئة باغية تتحكم بأمور الشعب وتنهب ثرواته وعطائاته وتعمل على وظوفة المجتمع وتكافئ القتلة على جرمهم واللصوص على عملهم والخونة على كفرهم..
عندما يموت المجتمع ويتجرد من كل معاني الإنسان ويصبح العدل كالشاة بين الذئب والقصاب والقوة فيها للباطل والحق للقوة والسلاح افضل وسيلة لإسكات الرأي الآخر ...

يصبح لا بد من ثورة يقوم معها الشعب
ثورة يقودها الشعب للشعب وتديرها إرادة الجموع والكلمة الحق فيها كلمة الله لخليفة الله المنتظر لا لمنتحلي الشخصية والمفسدين...
ثورة للكلمة يطوف فيها الحبر فوق الدم وتثبت أبجدية الحروف نفسها فتحرر الحق من انياب الباطل والمستعبدين وتزهق الباطل ...
ثورة تعيد الحق لأصحابه بعد دماسة ليل الإقطاع والسارقين التالين
ثورة تقوى فيها الكلمة على منطق السلاح وتصبح المنابر اداة لجمع اللبنانين لا لتفريق المواطنين وتخوين المظلومين وتهديد الآمنين وقطع الألسن المضادة المحقة...
ثورة تعيد صوت الذين لا صوت لهم وتطقع ادبار الإستكبار وتزج في بحر المزابل من حل على المجتمع ضيفاً فأفسده...
لا بد من ثورة يشبع فيها الجائعين ويحاكم فيها المستبدين
ثورة تقتلع جذور الليل وتقص مخاليه ونشد فيها الشمس للشروق ونحاكم أصحاب القصور اللعينة بعد ثلاثون عاماً من الكذب على الله وعبيده الصالحون...
لا خفافيش الليل ستبقى ولا كلاب السفارات والأزقة ...
لا أمن ذاتي يعلو فوق أمن الدولة ولا دويلات تحد من بسط سيطرتها ولا سلاح إلا سلاح لبنان جيش وطني ومقاومة شريفة ورجال أمن كفوئين...
لا قداسة لقضية مزيفة ولا قدسية لزعيم يسرق فالقداسة والقدسية للوطن للجنوب لدماء الشهداء...